رقم العضوية : 1 نقاط : 794520 تاريخ التسجيل : 31/12/1969
| موضوع: الملك فاروق الجزء الاول الأحد 7 مارس - 12:59:10 | |
|
فى يوم 11 فبراير سنة 1920 صدر بلاغ سلطانى يعلن فيه مجلس الوزراء بميلاد الامير فاروق ، وعم الفرح فى البلاد وتم اطلاق 21 طلقة ، كما منح موظفى الحكومة والبنوك اجازة كما تم العفو عن بعض المسجونين وكذلك توزيع الصدقات على الفقراء . هذا وقد اهتم الملك فؤاد بتربية ابنه فاروق بدرجة مبالغ فيها من الحرص ، حيث جعله محاصر بدائرة ضيقة من المتعاملين معه ، وكانت تلك الدائرة تضم امه واخواته الاميرات بالاضافه الى المربية الانجليزية ( مس اينا تايلور ) ، وقد كانت تلك المربية صارمة جدا فى التعامل مع الامير الصغير ، وكانت متسلطة لدرجة انها كانت تعترض على تعليمات والدته الملكة نازلى فيما يختص بتربية فاروق ، ولم يكن لفاروق فى تلك المرحلة ايه صداقات من اولاد الامراء او الباشوات ، وقد كان هذا خطأ جسيما اذ انه كان من المهم فى تلك الفترة ان يكون له اصدقاء فى مثل سنه يتعاملون ويلعبون معه ، مما اعطى الفرصه لبعض المقيمين فى القصر للتقرب من الامير الصغير ، وكانوا لايرفضون له طلبا ، بالاضافه الى انهم كانوا يفسدون ماتقوم به المربية الانجليزية من تعليمات وتوجيهات تتعلق بالامير الصغير . وكان الملك فؤاد الاول ينتهز اية فرصه ليقدم الامير الصغير الى الشعب الذى سيكون ملكا عليه بعد ذلك ، فقد اصطحبه معه فى عده مناسبات كان اولها فى حفل المرشدات فى النادى الاهلى ، وذلك فى 7 ابريل سنة 1932 وكان عمر فاروق وقتها 12 عاما ، وقد نصب الامير فاروق بعد ذلك فى 26 ابريل سنة 1933 كشافا اعظم . كما اناب الامير فاروق عن والده الملك فؤاد عندما كان مريضا لحضور حفلة رسمية كان قد اقامها سلاح الطيران البريطانى فى 23 فبراير سنة 1934 ، وكذلك فى افتتاح مؤتمر البريد الدولى فى عام 1934 ، وقد ابلى الامير فاروق وقتها بلاء حسنا فى كافة المناسبات التى قد حضرها . وكانت بريطانيا تتابع الامير فاروق وتطورات حياته ، فهو ملك المستقبل الذى يحتك وبشكل مباشر بالثقافة الايطالية من خلال والده ومن خلال الحاشية الايطالية المقيمة بالقصر والمحيطه بالامير الصغير ، والتى فى نفس الوقت لها تأثير على الملك الاب ، وخاصة رئيس الحاشية الايطالية ( ارنستو فيروتشى ) كبير مهندسى القصر ، وعندما كبر الامير فاروق قليلا بدأت بريطانيا تطلب ان يسافر الى بريطانيا ليتعلم فى كلية ( ايتون ) وهى ارقى كلية هناك ، الا ان صغر سن الامير فاروق فى ذلك الوقت ومعارضة الملكة نازلى كانت تعطل تلك ذلك ، فأستعيض عن ذلك بمدرسين انجليز ومصريين ، وقد كانت بريطانيا تهدف من وراء ذلك الى ابعاد الامير الصغير عن الثقافة الايطالية التى كانت محيطه به بشكل دائم .
|
عندما بلغ الامير فاروق سن الرابعة عشر كرر ( سير مايلز لامبسون ) طلبه على الملك فؤاد بضرورة سفر الامير فاروق الى بريطانيا ، بل واصر على ذلك بشدة رافضا ايه محاولة من الملك فؤاد لتأجيل سفره حتى يبلغ سن السادسة عشر ، الا ان الملك فؤاد لم يستطيع ان يرفض هذه المرة ، فتقرر سفر فاروق الى بريطانيا ولكن دون ان يلتحق بكلية ( ايتون ) ، بل تم الحاقة بكلية ( وولوتش العسكرية ) ، ولكن نظرا لكون فاروق لم يكن قد بلغ الثامنة عشر وهو احد شروط الالتحاق بتلك الكلية ، فقد تم الاتفاق على ان يكون تعليم الامير الشاب خارج الكلية على يد مدرسين من نفس الكلية . هذا وقد رافق الامير فاروق خلال سفره بعثه مرافقة له تم تكوينها برئاسة ( احمد باشا حسنين ) ليكون رائدا له ، والذى سيكون له دورا كبيرا فى حياته بعد ذلك ، بالاضافة الى عزيز المصرى كنائبا لرائد الامير وكبيرا للمعلمين ، بالاضافة الى عمر فتحى حارسا للامير وكبير الياوران فيما بعد ، وكذلك الدكتور عباس الكفراوى كطبيب خاص ، وصالح هاشم استاذ اللغة العربية بالاضافة الى حسين حسنى باشا كسكرتير خاص . وقد كان وجود احمد باشا حسنين كمرافق للامير فى رحلته عاملا مساعدا للامير على الانطلاق ، فقد شجعه على الذهاب الى المسارح والسينما ومصاحبة النساء ، وكذلك لعب القمار ، بينما كان عزيز المصرى دائم الاعتراض على كل تلك التصرفات ، وكان يحاول بكافة الطرق ان يجعل من فاروق رجلا عسكريا ناجحا ومؤهلا حتى يكون ملكا قادرا على ممارسة دوره القادم كملك لمصر ، وكان فاروق بالطبع بحكم ظروف نشأته القاسية والصارمة كان يميل الى احمد باشا حسنين ويرفض ويتمرد على تعليمات واوامر عزيز المصرى . فى تلك الفترة واثناء وجود الامير فاروق فى بريطانيا للدراسة كان المرض قد اشتد على الملك فؤاد ، وقد اصبح على فراش الموت ، وقد بدأت القوى السياسية تستشعر حالة الملك المريض ، وبدأت تستعد لما بعد ذلك ، وبالطبع كانت بريطانيا من اكثر القوى السياسية قلقا على الوضع ، فأقترحت تشكيل مجلس وصاية مكون من ثلاثة اعضاء هم الامير محمد على توفيق وهو ابن عم الامير فاروق ، وقد كان ذو ميول انجليزية ، وكان يرى دائما انه احق بعرش مصر ، والثانى هو توفيق نسيم باشا رئيس الوزراء الاسبق وهو من رجال القصر ، والثالث هو الامام الاكبر الشيخ المراغى . وعندما علم الامير فاروق بشدة مرض والده الملك فؤاد ورغبته فى ان يرى ابنه فطلب العودة الى مصر لرؤية والده ، ووافقت بريطانيا بعد تردد على عودة فاروق الى مصر فى زيارة ليعود بعدها لأستكمال دراستة ، الا انه وقبل ان يسافر فاروق الى مصر لرؤية والده ، كان والده الملك فؤاد الاول قد لقى ربه ، وذلك فى 28 ابريل سنة 1936 . وبوفاة الملك فؤاد انطوت صفحة هامة فى تاريخ مصر الحديث ، لتبدأ بعدها صفحة جديده من صفحات تاريخ اسرة محمد على باشا مؤسس الاسرة العلوية .
|
عاد الامير فاروق الى مصر ونصب ملكا على البلاد خلفا لوالده الملك فؤاد الاول ، وذلك وفقا لنظام وراثة مصرى وضعه الملك فؤاد بنفسه بالتفاهم مع الانجليز . نظرا لكون فاروق كان قاصراً فقد تم تشكيل مجلس وصاية رأسه ابن عمه الأمير محمد على بن الخديوي توفيق شقيق الملك فؤاد الأول وكان سبب إختياره هو من بين أمراء الأسرة العلوية بأنه كان أكبر الأمراء سناً ، واستمرت مدة الوصاية مايقارب السنه وثلاث شهور إذ أنّ والدته الملكة نازلي خافت بأن يطمع الأمير محمد علي بالحكم ويأخذه لنفسه ، فأخذت فتوى من المراغي شيخ الأزهر آنذاك بأن يحسب عمره بالتاريخ الهجري ، وأدّى ذلك إلى أن يتوّج فاروق ملكاً رسمياً بتاريخ 29 يوليو 1937 ، وتم تعيين الأمير محمد علي باشا ولياً للعهد وظل بهذا المنصب حتى ولادة ابن فاروق الأول أحمد فؤاد . وقد استقبل الشعب المصرى كله الملك الشاب استقبالا رائعا نابعا من قلوب المصريين الذين احبوا الملك الشاب ، واستبشروا بقدومه خيرا بعد عهد ابيه الذى كان ينظر اليه على انه ملك مستبد وموال للانجليز . عاد فاروق ملكا على مصر وهو لايزال شابا صغيرا ، مقبلا على الدنيا بكل مباهجها سعيدا بما اتاه الله من ملك وجاه . الا انه بعد ذلك وجد نفسه فى بحر عميق لم تسعفه فيه قلة خبرته بالحياة السياسية ولم يستطيع ان يحافظ على عرشه وكونه ملك لأكبر دولة اسلامية ، فوقع اسيرا لنزواته متأثرا بمن حوله من رجال الحاشية الذين لم يكن لهم هدف الا افساد الملك الشاب ، وتحقيق اكبر استفاده ممكنه منه ، تلك الحاشية التى نسب اليها افساد الملك منذ توليه العرش حتى سقوطه . استمر حكم فاروق مدة سته عشر سنة إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش لإبنه الطفل أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة اشهر ، وبعد تنازله عن العرش أقام فاروق في منفاه بروما عاصمة إيطاليا ، وذلك إلى أن توفي فى مارس سنة 1965 بروما ، وكان قد أوصى بأن يدفن في مصر .
|
|
الباخرة ( النيل ) التابعة لشركة مصر للملاحة البحرية والتى اقلت الملك فاروق فى رحلة العودة من انجلترا الى مصر سنة 1937 لينصب ملكا على مصر خلفا لأبيه الملك فؤاد الاول
|
عادة مايكون لدى الحاكم سواء كان ملكا او رئيسا .... مجموعة من الافراد المقربين له ، والذين يعملون معه ، وغالبا ماتلعب تلك المجموعة دورا كبيرا ومؤثرا فى حياة الحاكم السياسية ، بل واحيانا يتجاوز هذا التأثير حياة الحاكم الشخصية ، وقد يتحدد هذا الدور سلبيا كان او ايجابيا حسب طبيعة واهداف وميول كل شخصية من تلك المجموعة ، ومدى قوة تأثيرها على الحاكم . ومما لاشك فيه انه بعد قيام ثورة يوليو 1952 قد كثر الكلام كثيرا عن تلك المجموعة التى كانت تحيط بالملك فاروق ، تلك المجموعة التى ربما قد وصل اتهام البعض لها الى حد الصاق تهمة سقوط الملك فاروق ونظام حكمة اليها ، وقد يكون هذا الاتهام باطلا ، او مبالغا فيه بعض الشىء ، الا انه قد يحمل بين طياته بعض الحقيقة بأستثناء بعض المبالغات ، وسأحاول فى هذا الجزء من الموقع ان القى بعض الضوء على بعض من تلك الشخصيات ، وقد يحتوى هذا الجزء من الموقع على بعض المعلومات التى قرأتها او سمعت عنها من بعض الاشخاص الذين عاصروا تلك الفترة ، بعض المعلومات التى قد تحتمل الصواب والخطأ ، ولكن سأحاول بقدر الامكان ان اعرض الموضوع بشكل حيادى قدر استطاعتى ، وارجو ان اوفق فى هذا . وسيعرض الموقع بعض الشخصيات تباعا ، اى ليس جميع الشخصيات مرة واحده ، بل كل مايتوفر لدى عن شخصية سأقوم بعرضه . ارحب بأية اضافات او موضوعات تتعلق بتلك الشخصيات او اية شخصيات اخرى .
|
| |
|